المشكلات الإدارية وأثرها على ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظر المسؤولين - مجلة العلوم الرياضية والمرتبطة

مجلة علمية نصف سنوية محكمة تصدر عن كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة - جامعة طرابلس - ليبيا

إعلان

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

المشكلات الإدارية وأثرها على ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظر المسؤولين


د. سعاد علي زبون  ،                       د. حسن سعد الصغير ،                د. ابراهيم علي عطية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقدمة ومشكلة البحث:
     تعد الادارة اساس تقدم كافة الانشطة الانسانية اقتصادية أو سياسية او اجتماعية او انسانية  فهي نشاط متميز له علاقة مباشرة بمعظم جوانب حياة الانسان وبدونها يصعب الوصول الى التقدم الذي عليه عالمنا الآن ، والرياضة واحدة من الانشطة الانسانية التي اخدت تتوسع نتيجة الاهتمام المتزايد بها لذا كان من الضروري التشبث بالاطار العلمي في تنظيمها ، وبذلك اصبحت الادارة اساسا لكل نجاح فيها ، فالإدارة هي وسيلة فعالة وناجحة لتحقيق الاهداف المنشودة ، وتلعب الادارة دورا هاما ورئيسيا في جميع مجالات التربية الرياضية              (15: 19 ، 22 )(28 : 17)
    المدرسة هي المؤسسة التربوية التي تهدف إلى توفير الأجواء المناسبة للتلاميذ بهدف أعدادهم أعدادا سليما من مختلف النواحي فضلا عن تزويدهم بمهارات التعلم المختلفة،          و للمدرسة دورا كبيرا في حياة الطفل فهي تعلمه الكثير من الاستجابات الجديدة فضلا عن المهارات الأكاديمية وتمكنه من ممارسة العلاقات الاجتماعية من خلال إشرافها وتوجيهها المستمرين ، فقد  أصبحت  المدرسة المكان الطبيعي لتربية التلاميذ عن طريق اكتشاف ميولهم ومواهبهم الطبيعية وتنميتها لصالح التلاميذ والمجتمع ( 5 :176_ 177 )
يحتل ميدان الإدارة المدرسية اهتماما مشتركا لكل العاملين في ميدان التربية والتعليم ، وذلك ان المدرسة تمثل الميدان الفعلي التي تتضافر فيه جهود كل هؤلاء جميعا ، واذا كانت المدرسة على هذه الدرجة من الاهمية فأن الطريقة التي تداربها واساليب العمل المتبعة فيها تمثل العمود الفقري لنجاح المدرسة في اداء رسالتها على اكمل وجه (  9 : 444 )  
    تعتبر الإدارة المدرسية أصغر تشكيل إداري في النظام التعليمي، ومن أهم التشكيلات فيه، لأنها تتولى تنفيذ السياسة التعليمية بأهدافها ومراميها، ولأنها الوجه المباشر للنظام التعليمي أمام المجتمع، كما تشكل الإدارة الناجحة إحدى الركائز المهمة لأي مؤسسة من المؤسسات التعليمية لبلوغ الكفاية التي تمكنها من استغلال مواردها البشرية والمادية والعلمية في مختلف مجالات حياتها، أو بعضها على الأقل، ومن ثم تشغيلها وتوجيهها في ضوء ما حدد من أهداف بحيث يتحقق لها في النهاية وبصفة مستمرة مردود عن كل ما تم إنفاقه، وما بذل فيه من جهد، الأمر الذي يشكل في النهاية نقلة نوعية لهذه المؤسسة (2 : 133) 
فالإدارة المدرسية تعتبر وحدة مسئولة عن تنفيذ سياسات الإدارة التربوية والإدارة التعليمية وأهدافها وحيث أن الإدارة المدرسية هي القائمة على تحقيق رسالة المدرسة من خلال صلتها المباشرة بالطلبة، فإنها تتمتع بحرية أكبر في التصرف والقيام بالأدوار المنوطة بها، واتخاذ القرارات خاصة، مما يجعلها أهم وحدة إدارية في حلقة الإدارة التربوية، ويعطيها مكانة كبيرة من الناحية الادارية ( 3 : 12 )
     وتعد ادارة المدرسة الاداة المهمة في تنفيذ المنهاج باعتبارها قد اكتسبت خبرات عديدة من خلال تنفيذ المناهج الدراسية المختلفة ، حيث تقوم بتشجيع المعلم ودعمه لأجل تمكنه من تنفيذ المنهاج وتحقيق الاهداف التربوية باعتبار الادارة المدرسية هي حلقة الوصل بين المدرسة والبيئة والمجتمع، فهي المسؤولة عن التنسيق بين المناهج الدراسية المختلفة ( 30 : 9 )
وللإدارة المدرسية اثر بارز في نجاح العملية التربوية في ابعادها المختلفة تخطيطا وتنظيما واشرافا وتتوجيها وتقييما ، فالإدارة المدرسية هي الحلقة الاهم في البيئة الهيكلية  للإدارة التربوية فهي على تماس مباشر مع العملية التربوية والتعليمية (32 : 102 )                                
    وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العملية الإدارية ومع وجود التغيرات المستمرة والمتلاحقة التي واكبت الأنظمة و الاساليب الإدارية التي يعتد بها في المجال الإداري داخل المنظمات الإدارية ومن بينها المنظمات التربوية كان لابد من ظهور مفاهيم إدارية حديثة تتفاعل مع تلك التغيرات وتواكب المستجدات التي يجب أن يكون في مقابلها جهوداً تبذل و أعمالاً تتقدم وصولاً إلى تطوير وتحسين تلك العمليات وبما يتضمن نجاح العمل الإداري ويحقق للمنظمة أهدافها المرجوة ، ولقد أضحت رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتعليمهم بما يتلاءم وقدراتهم ضرورة حتمية واستراتيجية مهمة من استراتيجيات التنشئة في الوقت الحالي ، ذلك أنهم من أبناء الوطن ، وأن لهم الحق في الحصول على فرصة تعليمية عادلة تتوافق مع ظروفهم ، كما أن العمل مع ذوي الاحتياجات  الخاصة يأتي في مقدمة المهن التي يمكن أن تخلق مشاعر الإحباط لدى العاملين لما تفتضيه هذه المهن من متطلبات مع فئات متنوعة من الأشخاص غير العاديين الذين يعانون من الإعاقات الحركية والعقلية والسمعية والبصرية أو الإعاقات المتعددة ، أو المتفوقين عقلياً والموهوبين بما لهم من قدرات خاصة ، وما يتطلبونه من معاملة خاصة ؛ حيث يعتبر كل  شخص حالة خاصة تتطلب نمطاً خاصاً من الخدمة والتعليم والتدريب والمساندة .
      والتربية الرياضية المدرسية بمفهومها المعاصر وباعتبارها قيمة اجتماعية لها خصوصيتها وقادرة على أن تلعب دوراً مهماً ومؤثراً فيما يتعلق بتحقيق الأهداف الاجتماعية للتلاميذ على أساس أن الإنسان بطبعه مخلوقاً اجتماعياً لا يستطيع أن يعيش بعيداً أو معزولاً ، الأمر الذي يفرض على التربية الرياضية المدرسية مسئوليات كبيرة تختص بالصحة النفسية للفرد والمجتمع.
                 فالتربية الرياضية جانب حيوي وعلاجي يستغله التربويون في اصلاح كثير من المشاكل الصحية والنفسية والتربوية ، ويعتبر درس التربية البدنية هو مسرح العمليات لتطبيق وترجمة الدور الحقيقي الذي تقوم به التربية البدنية ، ونظر لما لها من دور حيوي في الاصلاح النفسي والجسدي البدني والعقلي والاجتماعي والوقائي من خلال برامج مبنية على الدراسات العلمية لأي مشاكل تتعرض لها اي فئة من المتعلمين ، وتسعى في تنظيم جميع المهارات التي تهيئ هذه الفئات وتمكنهم من حياة مستقلة ، سواء في مجالات الحركة أو العلاقات الاجتماعية أو الأنشطة الترويحية أو غير ذلك من المجالات (27 : 1489)(14 : 26 -27 )
    ويؤدي النشاط الرياضي دورا اساسيا في تكوين الفرد عن طريق تزويده بالمهارات الرياضية وتنمية قدراته البدنية والحركية والعقلية وتكوين اتجاهاته لتجعل منه انسانا قادرا على التكيف الوظيفي والاجتماعي والبدني ومساهما في تحسين ورفع المستوى الرياضي في الوقت نفسه ، وانطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص في توفير الخدمات التربوية والتعليمية لكل طفل سويا كان أو من ذوي الاحتياجات الخاصة لمد يد العون لهم للوصول إلى أقصى قدراتهم واستعداداتهم التي قد يعانون منها والتي قد تؤدي إلى إحساسهم بالفشل في الدراسة وانعكاس ذلك على علاقاتهم بزملائهم ومعلميهم بتصرفات غير مقبولة ، وتعتبر الممارسة الرياضية خير ميدان يستطيع  ذو الاحتياجات الخاصة من خلاله التقرب من المجتمع ليقضي بذلك على حالات العزلة والانفراد التي طالما تواجهه من جراء إعاقته ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة تنمي الفرد وتؤهله لكي يساعد نفسه والمجتمع الذي يعيش فيه وهي بهذا مكملة للبرامج التربوية والتعليمية الأخرى.  ( 5 :175 ) (19 : 88 ) ( 26 :182 )

والتربية الرياضية في هذا السن نشاط هام من أنشطة المنهج المدرسي تمثل جانبا أساسيا وحيويا في العملية التربوية لتربية النشئ وتسهم بدورها علميا وعمليا في هذا الإنماء والتطور و اللعب نشاط سلوكي هام يقوم بدور رئيسي في تكوين الشخصية ( 12 :3 )
والرياضة المدرسية تعتبر من اهم عناصر نجاح المنهاج المدرسي بصورة عامة لما لها من تأثير تربوي ونفسي واجتماعي في مرحلتي الدراسة الابتدائية والثانوية ( 4 : 99 )
   وأكدت الدراسات العلمية أن ممارسة ذوي الاحتياجات الخاصة للأنشطة البدنية تساهم بفعالية في رفع مستوى لياقتهم البدنية وبالتالي تقلل من الإعراض الناجمة عن نقص الحركة  ،فالتربية البدنية وأنشطتها لذوي الاحتياجات الخاصة تساعد على تعلم المهارات المناسبة للتعامل مع الآخرين وتوفير الفرص لتفاعلهم الاجتماعي مع البيئات المختلفة ، كما تساهم التربية البدنية في تطوير الكثير من الجوانب النفسية لهذه الفئات . ( 14 : 26 -27 )
وقد اجريت العديد من الدراسات لدراسة المشكلات الإدارية والصعوبات والمعوقات التي تواجه الرياضة المدرسية كدراسة ابو بكر كريميد (1999) (1) المعوقات التي تواجه تلاميذ وتلميذات المرحلة الاعدادية نحو ممارسة الانشطة المدرسية الترويحية بمدينة طرابلس المعوقات التي تواجه تلاميذ وتلميذات المرحلة الاعدادية نحو ممارسة الانشطة المدرسية الترويحية بمدينة طرابلس ليبيا ، دراسة عمر العياط (2002) ( 17) دراسة واقع التربية البدنية المدرسية بمرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثالثة بشعبية طرابلس ليبيا, ودراسة آمنة عزت أنيس ( 2004 ) (3) بهدف التعرف على المشكلات الإدارية في المدارس الخاصة من وجهة نظر المديرين والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب في محافظات شمال فلسطين ودراسة " نادر شلبي واخرون" (2006) (31) والتي هدفت للتعرف على المشكلات الإدارية التي تواجه الرياضة لدى الطفل المصري و دراسة  "سليمان قزاقزه و اخرون(2010) (11 ) بهدف الكشف عن بعض القضايا التي تؤثر على تنفيذ برامج التربية الرياضية المدرسية في بعض الدول العربية الأردن، السعودية، البحرين، الإمارات، وسلطنة عمان والتي تناولت الرياضة المدرسية وما يواجهها من صعوبات في مدارس الاسوياء ولكن  اين من هذه الدراسات لم تتناول الصعوبات بمدارس متحدي الإعاقة وخاصة الدراسات في ليبيا ، وبالرغم من اهمية النشاط الرياضي المدرسي في تنمية شخصية التلاميذ الا انه لايزال وحتى وقتنا الحاضر لم يجد طريقه لتحقيق الهدف منه في مدارسنا عامة وفي مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص، ومن خلال متابعة الباحثان الميدانية لهذه الشريحة من أطفالنا واطلاعهما على المراجع والمؤتمرات العلمية لا حظو بأن النشاط الرياضي المدرسي لم يجد حقه داخل المدارس والمراكز الخاصة بهذه الفئة او داخل مدينة الزاوية من هنا تجلت أهمية البحث في دراسة المشكلات الإدارية وأثرها على ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظر المسؤولين حتى يتم التعرف عليها ومحاولة ايجاد الحلول المناسبة محاولة منا لتوفير الفرصة لهذه الفئة حتى تصبح قادرة على العمل والإبداع ولكون الإنسان هو الأساس الذي نسعى إلى تطويره من خلال تهيئة الأجواء الصحيحة لإطلاق قدراته الإبداعية ، فيجب أن نهتم في معاملاتنا معهم وإن نجعلهم يعيشون حياة طبيعية تمكنهم من ممارسة أغلب الأنشطة العادية كلما أمكن ذلك ومن خلال إطلاع الباحثان على بعض المشكلات الادارية  المتعلقة بمدارس ومراكز ذوي الاحتياجات , و مشاهدتها لهذه المشكلات ومعايشتهما لها على أرض الواقع، و الاطلاع على المواضيع المتعلقة بهده المدارس ومشكلاتها وأوضاعها, وبسبب قلة الدراسات المحلية حول أوضاع ومشكلات ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ، فمشكلة هذا البحث قد تركزت حول دراسة المشكلات الادارية التي تعاني منها مدارس ومراكز ذوي الاحتياجات والتي تعد عائقا في ممارسة الانشطة الرياضية داخل هذه المؤسسات . 
اهداف البحث :
-         التعرف على المشكلات الإدارية وأثرها على ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس
   ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظر المسؤولين بمنطقة الزاوية
تساؤلات البحث :
-         ماهي المشكلات الإدارية وأثرها على ممارسة الانشطة الرياضية داخل مدارس ومراكز
  ذوي الاحتياجات الخاصة من وجهة نظر المسؤولين بمنطقة الزاوية.
مصطلحات البحث.
-           ذوي الاحتياجات الخاصة  : هم الذين تتوجه التربية الخاصة لهم وهم ينحرفون عن المتوسط انحرافا ملحوظا في جوانبهم الجسمية أو الحسية أو العقلية بحيث يتطلب الامر تغيرا في ممارسات المدرسة تجاه هؤلاء الطلبة ، ويقتضي ذلك تعديلا في المناهج او الاساليب التعليمية او الظروف البيئية المحيطة بهم حتى تلبي حاجاتهم ويشمل ذلك الذين ينحرفون في الاتجاه السلبي او الايجابي "  ( 6 : 65 ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق